منشور للاستاذ سمير الحسني
04/01/2022
الاستاذ سمير الحسني
#بهدوء_
ليلة أمس إتصلت بالشركة التي تجهزني بالانترنيت لأخبرهم بأن الانترنيت بطيء بعض الشيء فأجابتني بنت وبعد التأكد من المعلومات التي لديهم من أسم وعنوان البيت وغير ذلك.
سألتني ما هي المشكلة؟
فقلت لها ان الانترنيت بطيء..
سألتني هل تتحدث العربية؟ إستناداً على اسمي
فقلت لها نعم
وأخذنا نتحدث العربية وعرفت من لهجتها إنها مصرية. (نريمان)
فسألتها هل أنت في تورنتو أم في مونتريال؟ (مكتب الشركة الرئيسي في مونتريال ولهم فرع في تورنتو).
فقالت أنا في مصر وفي القاهرة. 
تفاجئت بعض الشيء. ثم قلت لها لقد زرت مصر عدة مرات ولي أصدقاء هناك.
فسألتها هل أنهيت دراستك؟
فقالت نعم
فسألتها هل تخرجت من الجامعة الامريكية في القاهرة أم مدارس لغات لأن لغتك الانجليزية جيدة جداً؟
فقالت لا يا فندم أنا (علمت نفسي بنفسي).
فقلت لها هذا دليل إنك ذكية.
فقالت شكراً يا فندم.
(يعجبني في أخواننا المصريين أدبهم في الحوار مع الغريب أو الذي يكبرهم سناً)
قامت بما يلزم وهي ترشدني للقيام بكذا وكذا من خطوات.
ثم قالت لي أي ساعة مناسبة أستطيع أن أكلمك يا فندم غداً للتأكد بأن الأمور جيدة؟
فقلت لها أي وقت فأنا موجود في البيت دائماً.
فقالت لا يافندم أنا دوامي من الساعة 12 منتصف الليل في توقيت القاهرة الى الساعة 9 صباحاً.
فقلت لها إذاً زي هذا الوقت مناسب لي ولك.
مع السلامة يا فندم نحن بالخدمة.
شكراً عزيزتي مع السلامة
ربما يسألني أحدكم ولماذا تسرد علينا هذه الحادثة وهي شخصية؟
جوابي سردي لهذا موجه للشباب العراقي الذي يبحث عن عمل.
الكثير من الشركات الكبيرة في أمريكا وكندا وأوربا تشغل موظفين لديها من بلدان أخرى مثل الفلبين والهند ومصر ليس لأنه لا توجد لديهم أيادي عاملة تشغل هذه الوظائف بل لأن الشركات تبحث عن أيادي عاملة رخيصة ولا تحتاج لجلبها الى البلد مصاريف كثيرة من تأمين صحي وضرائب وغيرها الكثير، بل يستطيع هؤلاء الشباب من القيام بمثل هذه الاعمال وهم في بيوتهم بعد أن يتم تدريبهم عن بعد من قبل الشركة بما يحتاج القيام به أو عن طريق مكاتب تعيين في تلك البلدان.
وكل ما يحتاجه الشباب لغة إنجليزية جيدة وخبرة جيدة في إستعمال الكومبيوتر (ليس فيس بوك، وتويتر، وتك توك) بل إستعمالات وخبرات أخرى لها علاقة بمثل هذه الاعمال.
أتذكر في الشركة التي كنت أعمل فيها وبالرغم من إنها شركة تضم أكثر من 80 ألف موظف في مختلف بلدان العالم كانت أيضاً تستعين بمثل هذه العمالة الرخيصة ولي تجارب سابقة معهم من الفلبين والهند وأنا في مقر عملي في كندا ولكن الحقيقة هذه أول مرة أعرف إنها وصلت لمصر أيضاً.
فيا أبنائنا الشباب طوروا لغتكم الانجليزية من خلال دورات أو من خلال الكومبوير حيث يوجد هناك مئات الصفحات لتعلم اللغة وتطويرها كما تعلموا إستعمال التكنلوجيا الحديثة وأبحثوا عن عمل فربما تحصل على فرصة عمل ولو باجر بسيط أفضل من المقاهي والمولات والتك توك وغيرها من وسائل لهو ضارة.
وليكن في علمكم انه لا توجد دولة في العالم مهما كانت غنية تستطيع تعيين كل خريجين الجامعات والمعاهد والمدارس في الدوائر الحكومية.
فلا تندب حظك وتنتظر توظيف في الدوائر الحكومية فهي متخمة بالموظفين الذي لا عمل لهم (بطالة مقنعة)
وفقكم الله أحبتي
سمير الحسني